نبأ اينفو ـ تقارير ـ على حافة الطريق المؤدي إلى القرية تلوح للرائي أطلال بالية أنهكها تعاقب السوافي و الروامس الهوج قد يتبادر إلى ذهنه لأول وهلة أنها بقايا طلل من أيام “شربب” أو قبلها فما يلبث حتى تنجلي عنه الغشاوة بلافتة كتب عليها “مدرسة اتويزكت أكصار ” بخط عرف من عوامل التعرية ما قد يغيب عن كبار الجيولوجيين.
إنها ابتدائية اتويزكت أكصار التي رأت النور مطلع العقد الثاني من عمر الدولة الموريتانية و تحديدا عام 1973 منذ ذلك التاريخ ظلت هذه المدرسة ردحا من الزمن مشكاة و ينبوع علم رقراق تنهل من معينه براعم أصبح من بينهم في ما بعد مهندسون و إعلاميون و عسكريون و سياسيون و اقتصاديون……إلخ فكانت أهم الروافد المغذية لإعداديات الولاية طيلة الربع الأخير من القرن المنصرم
و مع مطلع القرن الحادي و العشرين أخذت ابتدائيتنا الحظ الأفر من الويلات التي حلت بالتعليم في البلاد فتهافتت عليها دوامة من أيادي التهميش العابثة فلا ترميم للأقسام المتهالكة التي تكاد تخر على ألسنة كثبان تمتد إلى السقف ولا حتى طاقما تخول له كفاءته العلمية و الإنسانية التدريس في روضات الأطفال همهم الأوحد ما يجنون من دراهم على حساب مستقبل أبناء القرية
هذا إلى جانب ما تعانيه المدرسة من تهافت الرمال التي احتضنتها من كل الجوانب .
كل هذه العوامل و غيرها وقف لها أهل القرية بالمرصاد مستخدمين وسائلهم المحدودة تارة و تارة أخرى بموجات من الشجب و النداء للجهات المعنية لم تجد لها آذانا صاغية و لا قلوبا واعية “و لا حياة لمن تنادي” فانهارت المدرسة تحت بطش يد الزمن العابثة و لم تجد لها نصيرا إلا ما كان من وسائل بسيطة من الساكنة المحلية الذين ظلت تراودهم هواجس اندثار القرية في ظل ضرورة وجود مدارس في التجمعات السكنية لكن ولات حين مناص فلم تستطع تلك الوسائل المحدودة الصمود أمام هذه الجحافل العاتية فقد طفى الحباب على الشراب و اتسع الخرق على الراقع و بقيت المدرسة منغرسة في الرمال تواجه أيامها الأخيرة و تندب ماضيها المشرق متشبثة بالحياة و تتوسل إلى أبناءها بصوت خافت أجهدته الكثبان الملقات على عاتقها لعل أنينها يستمطر رحمة تنتشلها من ضياع محقق
تقرير :عبد الله /اعل سالم
تصوير : أحمد /عز الدين